محبة النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه
د.ايمن حتمل
يخرج علينا كلّ يوم في وسائل الإعلام من يتهجم على الإسلام أو على رسول الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام، فما الواجب على المسلم تجاه ما يسمع أو يقرأ أو يرى . إنّ المشركين ضربوا النبي وشتموه، واتهموه بالجنون والسحر، وأنّه أبتر، وطردوه، وقاطعوه في شعب أبي طالب ... فهؤلاء باسم الحرية والديمقراطية لم يكن همهم جسد النبي أو وجههُ أو عمامتهُ، أو ثوبهُ، وإنّما يقصدون عقيدته ودينه، وثباته على الحق .
إذا أتتك مذمتي من ناقصٍ
فتلك شهادةٌ لي بأنّي كاملُ
هل رأيتم يوماً الأطفال في الحي يرمون بالحجارة شجرةً غير مثمرة ، بل لا يرمي النّاس إلاّ المثمر من الشجر . فالنبي كالشجرة المثمرة طيبة الطعم طيبة الريح لا يستطيع أحدٌ أن ينتقص منه.
ألا يا محبّ المصطفى زِد صبابةً
وضمّخ لسان الذكر منك بطيبهِ
ولا تعبأن بالمبطلين فإنّمـــــــــــا
علامةُ حبّ الله حبّ حبيبـــــــهِ
سأل أبو سفيان بن حرب – وهو على الشرك حينذاك – زيد بن الدثنة – رضي الله عنه – حينما أخرجه أهل مكة من الحرم ليقتلوه، وقد كان أسيراً عندهم : أنشدك بالله يا زيد: أتحبّ أنّ محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقهُ وإنّك في أهلك، قال: والله ما أحبّ أنّ محمداً الآن في مكانه تصيبهُ شوكة، وأنا جالس في أهلي . فقال أبو سفيان: ما رأيت من النّاس أحداً يحبّ أحداً كحبّ أصحاب محمدٍ محمداً « .
والناظر في تاريخ دعوة الإسلام يجد أنّ أميّة بن خلف لم يعذّب بلالاً من أجل لونهِ أو عبوديتهِ، وإنّما من أجل دينهِ وعقيدته ودينه .
سئل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - : «كيف كان حبّكم لرسول الله « قال: كان والله أحبّ إلينا من أموالنا، وأولادنا، وآبائنا، وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ» .
ومن شدّة حرص الصحابة الكرام على تجنب إيذائه قول أنس بن مالك : «إنّ أبواب النبي كانت تُقرع بالأظافير».
دلائل محبة النبي صلى الله عليه وسلم:
تقديم النبي على كلّ أحد .
الثناء عليه بما هو أهلهُ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :
« البخيل من إذا ذُكرتُ عندهُ فلم يصلِّ علي « الإكثار من ذكرهِ .
التأدب عند ذكرهِ فلا يُذكر مجرداً، فبعض النّاس لا يذكر الرسول في السنة مرةً، قال الله تعالى : «لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء ِ بعضكم بعضا» ( سورة النور/63) .
الأدب في مسجدهِ ، فلا يرفع الصوت فيه، ولا يرتكب المسلم فيهِ شيئاٍ من البدع . رُوي أنّ محمد بن سيرين – رحمه الله – كان إذا تحدّث ضحك فإذا جاء حديث رسول الله خشع .
تصديقهُ فيما أخبر .
إذا نحن أدلجنا وأنتَ أمامنا كفى المطايا بذكركَ هاديا
الدفاع عن رسول الله ونصرتهِ بالمال والولد والنفس والإعلام، وما أشبه ذلك، رُوي أن أبا طلحة الأنصاري – رضي الله عنه – كان يحمي الرسول في غزوة أحد، ويرمي بين يديه، ويقول: بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهمٌ من سهام القوم، نحري دون نحرك يا رسول الله. عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : لمّا كان يوم أحد حاص أهل المدينةِ حيصةً، قالوا: قُتل محمد، حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة، فخرجت امرأةٌ من الأنصار متحزّمةً، فاستقبلت بابنها، وأبيها، وأخيها، وزوجها (أي أخبرت بمقتلهم)، فلمّا مرّت على أحدهم قالت: من هذا؟ قالوا لها: أبوك، أخوك، ابنك، زوجك، قالت: ما فعل رسول الله ، قالوا أمامكِ، حتى دفعت بنفسها إلى رسول الله ، فأخذت بناحية ثوبهِ، ثم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، كلّ مصيبةٍ بعدك جللٌ يا رسول الله» .
لمّا انتسبتُ إليك صرتُ معظّماً
وعلوتُ قدراً دون من لم يُنسبِ
فعلى كلّ مسلم التصدي للمغرضين والمنافقين والمنهزمين الذين يبثون سمومهم في وسائل الإعلام المختلفة، ووسائل الاتصال المتنوعة إيذاءً للمؤمنين، ومحاربةً لله ودينه ولأوليائه، وقد انتدب النبي من أصحابه من يكفيهِ المشركين مع أنّ الله تعالى قد حفظهُ، فقال: «من يردهم عنّا ولهُ الجنّة» . وقال لأبي قتادة حين كاد النبي أن يسقط من الراحلة ثلاث مرّات وهو نائم، وكان أبو قتادة يدعمهُ حتى لا يسقط ، قال النبي: «حفظك الله بما حفظت به نبيهُ» وقال لحسّان بن ثابت «اهجهم وجبريل معك» وذلك حينما كان يُنتدبُ للدفاع عن الرسول .