الجيش العربي الأقرب إلى نبض قائده الأعلى الذي خبر ميادينه وامتطى صهوات دباباته ، يحمل بكل أمانة واخلاص مسؤولياته تجاه وطنه وقائده وأمته وينسج من تاريخه العابق بالمجد والبطولة معاني الولاء والانتماء ليبقى دم شهدائه الأحرار قناديل هدى ومنارات عز تنير لنا طريق الامل والمستقبل المشرق بعون الله
هذا الجيش الذي يشكل ركناً اساسياً من اركان الدولة الأردنية وكان له منذ بداياته الأولى مساهمة كبيرة في تطور الدولة وتحديثها وكان ينمو ويتطور مع نمو الدولة بفضل الرعاية الهاشمية المتواصلة وهو اليوم يحظى بكامل الرعاية والاهتمام الشخصي من لدن قائده الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ليواكب العصر تسليحاً وتدريباً وتأهيلاً بما يخدم خططه وبرامجه وتطلعاته المستقبلية لان يكون جيشاً محترفاً عصرياً الكترونياً ومتطوراً قادراً على التعامل والتفاعل مع مختلف الظروف والتحديات والمتغيرات المتسارعة في العالم .
وقد شهد الجيش العربي في عهد جلالة القائد الأعلى نقلة نوعية شجاعة متطورة في مجال تسليحه فأدخل العديد من الاسلحة والمهمات والتقنيات الحديثة المتطورة التي تخدم اهدافه وبرامجه المستقبلية وتحقق الأمل والطموحات التي نرنو إليها جميعاً.
وفي مجال تأهيل القوى البشرية وتدريبها فقد تم بحمد الله وبتوجيهات جلالة القائد الأعلى ايلاء هذا الجانب جل الرعاية والاهتمام في مختلف الوحدات والتشكيلات ومدارس ومعاهد القوات المسلحة التي تؤمن ايماناً مطلقاً بأن العنصر البشري المدرب والمؤهل هو الأساس الذي يخدم المسيرة ويطوع التكنولوجيا ويستوعبها ويرتقي بالأداء الإداري والفني واللوجستي إلى مستوى الاحتراف والتميز ..وفي هذا المجال فقد اخذت القوات المسلحة وبفضل توجيهات جلالة قائدها الأعلى دوراً فاعلاً في خدمة مسيرة التنمية الوطنية الشاملة وتأهيل الشباب الأردني واستيعاب الاعداد الكبيرة منهم بين صفوفها أو في مدارسها ومعاهدها وميادينها والاسهام في تأهيلهم ليكونوا فاعلين مع اخوانهم في رفد مسيرة البناء والتنمية في أردن الخير والعز والمنعة
واستطاعت أن تدخل مجالات التصنيع العسكري الدفاعية
وإقامة قاعدة صناعية متقدمة والاسهام في مشاريع استثمارية استراتيجية على مستوى الوطن اسهاماً في تحقيق متطلبات الأمن الوطني الشامل .
وفي عهد صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله وأعز ملكه استطاعت القوات المسلحة أن تحقق حضوراً متميزاً ومؤثراً في مجال حفظ الأمن والسلام وتقديم يد العون والمساعدة في بقاع شتى من العالم اسهاماً منها في اداء رسالة المحبة والأمن والسلام وهي تحظى باحترام دولي بين دول وجيوش العالم من خلال فتح آفاق التعاون وتبادل المعارف والخبرات في مختلف حقول المعرفة علمياً وميدانياً وعسكرياً .
لقد حظيت القوات المسلحة باهتمام شخصي من قبل جلالة القائد الأعلى فأوعز جلالته وبتوجيهات ملكية سامية إلى إجراء مراجعة استراتيجية شاملة لأوضاع القوات المسلحة، وصدعت القيادة العامة للقوات المسلحة لتوجيهات جلالته فشكلت اللجان الخاصة لذلك ونوقشت كافة القضايا المتعلقة بتطوير وتحديث القوات المسلحة باستفاضة متناهية وبمتابعة من رئيس هيئة الأركان المشتركة، وتم وضع آلية دقيقة لتنفيذ مخرجات المراجعة الإستراتيجية، وهذه المخرجات الآن هي قيد التنفيذ وتحظى بمتابعة موصولة من جلالته وبرقابة من اللجان المختصة لنتائج هذه المخرجات لما فيه نمو وتطور وتحديث القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي.
كما تستحوذ الأحوال الاجتماعية والإنسانية لمنسوبي الجيش العربي على جانب كبير من اهتمام جلالته وبخاصة العاملين والمتقاعدين وأسر الشهداء وجرحى الحروب والمصابين العسكريين ، حيث يسعى جلالته على الدوام ويسأل دائماً ويتفقد بنفسه احوالهم وظروف معيشتهم وقدم المكارم تلو الاخرى في سبيل توفير افضل سبل العيش الكريم لهم حتى غدت مكارمه قلائد عز تطوق اعناقنا جميعاً. لقد شهدت القوات المسلحة في عهد جلالة القائد الأعلى مزيداً من الرعاية والاهتمام بكل متطلباتها واحتياجاتها العملياتية والإدارية واللوجستية
فأدخلت منظومات جديدة وحديثة من مختلف أنواع الأسلحة الفردية وسلاح الجو والقوة البحرية الملكية ومختلف أنواع أسلحة القوات البرية والتقنيات المتطورة وأساليب استخدام هذه الأنظمة الحديثة. ومن جانب آخر فقد دخلت القوات المسلحة وبفضل توجيهات جلالة القائد الأعلى مجال التصنيع العسكري الدفاعي من خلال مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير (kaddb) الذي تتبع له أكثر من 28 شركة صناعية متطورة وأسس لشراكات صناعية مع عدد من الدول المتقدمة صناعياً وأصبح قادراً على تزويد عدد من وحدات وتشكيلات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بأغلب احتياجاتها من المعدات
وتمكن من عقد مزيد من اتفاقيات التصدير لصناعاته المتطورة لعدد من جيوش المنطقة والعالم. وخلال الأعوام القليلة الماضية تمكنت القوات المسلحة من دخول سوق الاستثمار والإنتاج لكثير من احتياجاتها وأسهمت بشكل كبير في دفع مسيرة التنمية الوطنية الشاملة
وأسست عدداً من الشركات في مجال الإنشاءات والإسكان والزراعة والنقل وأقامت العديد من المشاريع الاستثمارية والتنموية من خلال إقامة السدود المائية وتدريب وتأهيل متدربي التدريب المهني والشركة الوطنية للتشغيل والتدريب التي جاءت بتوجيهات مباشرة من جلالة القائد الأعلى لمكافحة الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل للشباب الأردنيين العاطلين عن العمل.
كما تضيف انجازات القوات المسلحة في مجال تقديم الخدمات الطبية مساهمة فاعلة ومتطورة في مجال تقديم الرعاية الطبية وتميزها في مجالات الطب عامة من خلال المستشفيات والمراكز التابعة لها، كما تسهم القوات المسلحة بشكل ملموس في بناء وتنمية الروح الوطنية والشخصية الوطنية من خلال تدريب مادة العلوم العسكرية والتربية الوطنية في المعاهد والجامعات الأردنية والمشاركة في جميع المناسبات الوطنية وتعزيز روح الولاء والانتماء لدى الأجيال التي تشكل مستقبل وأمل الوطن كما أنها تدير أكثر من 26 مدرسة تعليمية في المناطق النائية من المملكة واستطاعت أن تحقق حضوراً ملفتاً في مختلف المؤتمرات الإقليمية والدولية علمياً وطبياً وإدارياً وفنياّ.