وتشتهر بلدة مادبا، التي تقع على بعد 30 كيلو متر الى الجنوب من عمان، بأرضية الفسيفساء النادرة التي تعود الى العهد البيزنطي، في كنيسة الروم الأرثوذكس. هما يستطيع الزائر أن يشاهد أقدم خارطة أصيلة للأرض المقدسة، والتي يعود إنشاؤها إلى سنة 560 للميلاد، حيث بلغت فنون صناعة الفسيفساء ذروة الروعة والاتقان، فيما بين القرنين الثاني والسادس للميلاد.
و مادبا موغلة في القدم، وقد بلغت ذروة ازدهارها في عهد الدولة البيزنطية، وتعود معظم لوحات الفسيفساء فيها الى تلك الأيام.
والى الجنوب من مادبا، على مسافة تقل عن أربعين كيلومترا، تقع قلعة مكاور، هنا ألقي يوحنا المعمدان في السجن، ولكن رقص سالومي جعل هيرود يأمر بقطع رأسه وتقديمه هدية لها على طبق. وفي مكاور يشاهد الزائر منظرا بالغ حدود الروعة، إذ ينبسط أمام ناظريه البحر الميت والجبال المحيطة بالقدس.
أما إلى الغرب من مادبا، وعلى بعد عشرة كيلومترات، فان منطقة جبل نيبو على طرف الهضبة، توفر مناظر مدهشة للبحر الميت ووادي الأردن. وفي الأيام الصافية يستطيع المرء أن يرى قبة مسجد الصخرة وأبراج الكنائس في مدينة القدس.
وهناك من يعتقد أن النبي موسى دفن في جبل نيبو. وعلى قمة ذلك الجبل بناء أنشأه رهبان الفرنسيسكان لحماية لوحات الفسيفساء الرائعة، التي تعود الى القرنين الرابع والسادس يعد الميلاد. أما مستوطنة أم الرصاص فتقع الى الجنوب الشرقي من مادبا على مسافة ثلاثين كيلو مترا. وفي هذا المكان يرتفع برج بيزنطي نحو 15 مترا. وكان هذا البرج في الزمن ملاذا للنساك الباحثين عن لوحدة. وقد كشفت الحفريات في ام الرصاص عن كنيسة تعود لعصر الامويين، وفيها ارضية فسيفساء تخلب الالباب بجمال رسومها.