منذ أقدم العصور و حتى يومنا هذا، ما زال أبناء الأردن يتوارثون عن أسلافهم، تقاليد الضيافة و حسن المعاملة و مكارم الأخلاق، جيل بعد جيل، حتى أن الزائر لا يلبث أن يشعر كأنه بين أصدقائه يحيطونه بالمودة و الاهتمام.
وفي خلال العشرة آلاف سنة الماضية، سار كثيرون من أبناء الأقطار القريبة، ومن أبناء الأقطار البعيدة، على طرق التجارة التاريخية التي تعبر الأردن، واستمتعوا بما وهب الله لهذه البلاد من جمال الطبيعة المتنوعة المظاهر. وقد تركت الأجيال المتعاقبة بصماتها هنا و هناك. وظل كل جيل يعطي لأجيال المستقبل مزيداً من الأمل و الرجاء.
وحتى يومنا هذا ما زال الزائرون والسياح يأتون إلى الأردن لمشاهدة جمال الطبيعة الرائع، وللوقوف على آثاره التاريخية و معالمها البديعة. و يستمر مجيء الزائرين و السياح إلى بلادنا، سنة بعد سنة، وتتجدد من خلال ذلك الصداقات المتبادلة مع أبناء الشعوب المختلفة، من جميع أقطار المعمورة.
وفي الأردن، نرحب بأصدقائنا القادمين من بلاد الله القريبة و البعيدة، كما اعتاد أسلافنا أن يرحبوا بزائريهم منذ أقدم العصور. إننا نرحب بكم و ندعوكم لزيارة معالم بلادنا، و لتتعرفوا بأنفسكم على تقاليدها العريقة و على روح الحيوية.
يمتاز الأردن بأنه الأرض المقدسة بالنسبة لجميع الأديان السماوية. انه أرض الممالك القديمة التي يذكرها التاريخ: أدوم، مؤاب، عمون، جلعاد، بيريا. كان الأردن باب الفتوحات الاسلامية، ويعبق ترابه بدماء شهداء المعارك التي دارت على أرضه، و أهمها معركة مؤته، ومعركة فحل، ومعركة اليرموك.
ولتخليد ذكرى الشهداء والصحابة، أقيمت المساجد والأضرحة والمقامات في أماكن مختلفة من البلاد. ففي مؤته والمزار ضريح جعفر بن أبي طالب ومقام زيد بن حارثه وعبد الله بن رواحه والحارث بن عمير. وفي معان صرح تذكاري لفروة بن عمرو الجذامي. وبالقرب من الطفبلة صرح تذكاري لكعب بن عمرو الغفاري. وفي وادي الأردن مقامات عدد من الصحابة الإجلاء : فهناك مقام ضرار بن الأزور بالقرب من بلدة دير علا، ومقام القائد الشهير والصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح، في الغور المعروف باسمه، وقام شرحبيل بن حسنه في بلدة المشارع، ومقام معاذ بن جبل ومقام عامر بن أبي وقاص في الأغوار الشمالية